منتدى عشاق النبي
تفسير سورة الاعلى 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة الاعلى 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة الاعلى 103798
منتدى عشاق النبي
تفسير سورة الاعلى 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة الاعلى 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة الاعلى 103798
منتدى عشاق النبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


سنة نبينا هي طريقنا .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة الاعلى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق النبي

{{ المدير العام }}{{ المدير العام }}
عاشق النبي


ذكر
المساهمات : 2505
الجنسية : سورية
السٌّمعَة : 18
عدد النقاط : 1249
مزاجي : تفسير سورة الاعلى 3abaa610

تفسير سورة الاعلى Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الاعلى   تفسير سورة الاعلى Icon_minitimeالسبت 07 فبراير 2009, 02:00

السلام عليكم
ورحمة الله
قولُه تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى التسبيح معناه التنزيه
عن النقائص والمعايب. وقد اختلف العلماءُ: هل المرادُ تسبيحُ الاسمِ أم تسبيحُ
الربّ؟ وأصحّ الأقوال: أنّ الله تعالى أمر هنا بتسبيح اسْمه الأعلى، وأمر في مواضع
أخرى بتسبيح ذاته سبحانه وتعالى، فقال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ
وَإِدْبَارَ النُّجُومِ [الطور: 49].
وتسبيحُه تعالى معناه تنزيههُ عن كلّ ما لا
يليقُ بجلاله، لأنّ له سبحانه الكمالَ المطلق.
وأما تسبيحُ اسمه تعالى فيكونُ
بأمور:
منها: تنزيُه أسمائه تعالى عن تسمية غيره، فقد سمّى المشركون بعض آلهتهم
ببعض أسماءِ الله، فقالوا: اللات، والعزّى، ومناة، وهي مأخوذة من أسماء الله: الله،
العزيز، المنّان. وكذلك مُسَيْلَمة الكذّاب تجرأ على الله، وسمّى نفسه: رحمن
اليمامة، فدمغه اللهُ بالكذبِ، فلا يُقال إلا مسيلمة الكذاب. وهذا كلّه إلحادٌ في
أسماء الله، واللهُ يقول: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ
[الأعراف: 180].
ومنها: تنزيه أسمائه تعالى عن النطق بها في حال
اللهو والعبث، فإنّ الواجب أن ينطق بها في حال الخشوع والخضوع.
ومنها: تنزيه
أسمائه سبحانه عن الأماكن الخبيثة، فمن دخل الخلاء- مثلاً- فلا يدخل بشيء فيه اسم
الله.
ومنها: تنزيه الأوراق المكتوبة عن الامتهان، لأنها لا تخلو- غالبًا- من
أسماء الله، فلا يجوز الاستنجاءُ بالأوراق المكتوبة، ولا يجوزُ أن تُتخذ سُفْرةً،
كما يَفْعَلُ بعضُ الناس اليوم، يَفْرِشُون أوراق الجرائد تحت الطعام، ولا يجوزُ
إلقاء الأوراق المكتوبة والجرائد في الطرقات ولا في القُمامة، لأنَّها لا تخلو من
أسماء الله، فيكونُ في إلقائها امتهانٌ للأسماء الحسنى.
فهذه الأمور كلها من
معاني التسبيح باسم الله.
وفي اسمه تعالى (الأعلى) إشارة إلى علّوه سبحانه فوق
خلقه، كما أَنَّ من أسمائه تعالى (العليّ) قال تعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ
[البقرة: 255]،
وقال تعالى: إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى:
51]، فهذان الاسمان (الْعَليّ، الأَعْلَى)، يدلاّن على عُلُوه سبحانه فوق خلقه،
والأدلة على ذلك كثيرة:
منها تصريحُه سبحانه بأنّه فوق عباده، كما قال تعالى:
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام: 61]، وقال تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ
مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلاَئِكَةُ وَهُمْ
لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ
[النحل: 49، 50].
ومنها: تصريحُه سبحانه بأنه على العرش استوى،
في سبع مواضع من القرآن الكريم: في الأعراف، يونس، الرعد، طه، السجدة، الفرقان،
الحديد.
ومنها: تصريحُه سبحانه أنّه في السماء، كقوله تعالى: ءأَمِنْتُمْ مَنْ
فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ
أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ
كَيْفَ نَذِيرِ [الملك: 16، 17].
ومنها: تصريحُه سبحانه بنزُول الأشياء من عنده،
وعروجها إليه، كقوله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4]، وقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر: 10]، وغير ذلك من
الآيات.
وأما الأدلة من السنة فهي أشهرُ من أن تُذكر، وأكثُر من أن تُحصر، ومنها
قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أين الله؟» قالت: في السماء. قال: «مَن
أنا؟» قالت: أنت رسولُ الله. قال: «اعْتِقْها فإنَّها مؤمنة».
كما أن الفطرة
ناطقةٌ بعلوّ الله، وشاهدةٌ بفوقيته، ولذلك إذا أراد أي إنسان ممن يقرّ بالفوقية أو
ينكرُها- أن يَدْعو الله، رفع يديه إلى السماء ووجد من قلبه التفاتة نحو السماء، لا
يلتفت يَمنة ولا يَسْرةً، ولا إلى أي جهة وهذه فِطْرَةَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ
النَّاسَ عَلَيْهَا.
وقوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى أي: خلق كل شيءٍ
فسوّاه وحَسَّنَهُ وجمله، كما قال تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ،
وقال: صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ، وقال: مَا تَرَى فِي خَلْقِ
الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ. وقوله تعالى: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى أي: قدّر
مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، ثم هدى كلّ مخلوقٍ إلى ما قدر له. عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: «أَولُ ما خَلَقَ اللهُ القَلمُ، فقال له: اكتب، قال: ما أكتبُ؟
قال: اكتب كلَّ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة». وقال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ
الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألفَ سنةً، وكان
عرشه على الماء». [الترمذي: 2245].
وهذه الآية كقوله تعالى إخبارًا عن موسى عليه
السلام أنه قال لفرعون: رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ
هَدَى [طه: 50]، أي: قدّر مقادير الخلائق، وهداهم إلى ما قدرّ لهم. وهذه هي الهداية
العامة، وهي هدايةُ الله لجميع الخلائق لما قدّر لهم من مقادير.
وهناك أنواع من
الهداية غيرُ هذه الهداية، سبق الكلامُ عنها في سورتي البلد والإنسان، عند قوله
تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد: 10]، وقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ، وقوله تعالى: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً
أَحْوَى المرعَى معروف، وهو ما ترعاهُ النعمُ وغيرُها من الدواب، وهو يكونُ أخضر
يانعًا، ثم يجعله الله غثاءً أحوى، أي يابسًا أسود، هشيمًا متغيرًا، وفي هذا إشارةٌ
إلى أن كل نباتٍ إلى حصاد، وكلّ حي إلى مَوْت، وهي إشارةٌ ضمنية، قد جعلها الله
مثلاً للدنيا، حتى لا يغتّر الناس بها، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ
بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ
يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُولِي الأَلْبَابِ [الزمر:
21].
وقال تعالى: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ
مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ
وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ
أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ
نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس: 24]. والآيات في هذا
كثيرة.
وقوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّـهُ
إخبارٌ من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ووَعدٌ منه له بأنه سيقرئه قراءةً
لا ينسى منها إلا ما شاء الله. وكان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل يُعلمه
القرآن يتعجل بالقراءة معه حتى لا ينسى، فنهاه الله عن ذلك، فقال: وَلاَ تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه: 114].
ووَعَدَهُ
أن يجمعه في صدره، فلا يضيع منه شيءٌ، وأن يقرأه كما سمعه من غير تغيير.
وأن
يبينه له أحسن بيان، فقال تعالى: لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ
قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [القيامة: 16-19].
وقوله تعالى:
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى أي: إنه سبحانه يعلم ما يكون من عباده في
كلّ حال، ولا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.
وقوله تعالى:
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى، وعدٌ من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن ييسره لليسرى
في أموره كلها، في دينه، ودنياه، وقد صدق الله وعده، ويسر نبيه لليسرى، وله الحمد
والمنة، وهذا الوعد من الله لنبيه قد وَعَد به من أدّى شرطه من العباد، قال تعالى:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى [الليل: 5، 6].
وقوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى :
قال العلماء: إنْ شرطية: إنْ نفعت الذكرى فذكر. وقسموا المدعوين إلى ثلاثة
أقسام:
قسمٌ مقطوعٌ بانتفاعِه. وقسمٌ مقطوعٌ بعدم انتفاعِه. وقسمٌ يُرْجى
انتفاعُه. والقسم الأول هم المؤمنون، الذين قال الله فيهم: وَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: 55]، وهؤلاء يجبُ تذكيرهم، والقسمُ
الثالثُ يذكر لعله ينتفع، فمن ترجو أن ينتفع فذكره، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ
يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى [عبس: 3، 4]، وأما القسم
الثاني فهذا قد أمر الله نبيه بالإعراض عنه، فقال: فَأَعْرِضْ عَمَّنْ تَوَلَّى
عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ
مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى [النجم: 29، 30].
وقال: كَذَلِكَ مَا
أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ
مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ
عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ [الذاريات: 52- 52].
وقوله تعالى: سَيَذَّكَّرُ
مَنْ يَخْشَى كقوله تعالى: إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ
الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ [يس: 11]، فأهلُ خشية الله هم أهلُ الانتفاع بالذكر، وقوله
تعالى: وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى وهو الكافر، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ
يُؤْمِنُونَ [البقرة: 6]، وقال تعالى: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا
ذُكِّرُوا لاَ يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ

[الصافات: 12- 14].
وقوله تعالى: الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى أي:
يدخلها فتغمره من جميع الجهات، وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ [إبراهيم:
17]، ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا فيستريح، وَلاَ يَحْيَى فيها حياةً طيبة، وهذه الآية
كقوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا
[فاطر: 36].
أجارنا
الله وسائر إخواننا المسلمين.
وقولُه تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى أي: من
طهّر نفسه من دنس الكفر والشرك وسائر المعاصي والأخلاق الرذيلة، كما قال تعالى:
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (Cool قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس: 7-10]، ولا تزكو
نفسٌ إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واقتفاءِ أثره، فهو صلى الله عليه وسلم
الذي بعثه الله في الأميين يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ [الجمعة: 2]، وقوله تعالى: وَذَكَرَ
اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى أي: أقام الصلاة في أوقاتها طاعة لله تعالى، وامتثالاً
لأمره، ورغبةً في ثوابه، وقيل: إن المراد بقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى
(14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى زكاةَ الفطر، وصلاة العيد.
وقوله تعالى:
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا أي: تقدمونها على الآخرة، وَالآخِرَةُ
خَيْرٌ من الحياة كلها، وَأَبْقَى والحياةُ الدنيا فانية.
وإيثارُ الدنيا على
الآخرة له أسباب:
منها: الجهل: قال تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ
كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت: 64]، أي: لو كانوا يعلمون حقيقة الدنيا والآخرة ما
آثروا الدنيا على الآخرة.
ومنها: قسوةُ القلب: قال تعالى: أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ ءاوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ
عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
فَاسِقُونَ
[الحديد: 16].
ومنها: تزيين الدنيا في أعين الناظرين إليها، قال
تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّـهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَئآبِ [آل عمران: 14].
وقال تعالى: الْمَالُ
وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ
عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف: 46].
قال بعضُ السلف: لو كانت
الدنيا مِنْ ذهبٍ يفنى، والآخرةُ من خَزَفٍ يبقى لآثرتِ العقولُ السليمة الآخرة على
الدنيا، فكيف والآخرةُ من ذهبٍ يبقى، والدنيا من خزف يفنى !!
وقوله تعالى: إِنَّ
هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى يعني: إنّ هذا
المذكور في السورة، أو في هذه الجملة الأخيرة قد كان من قبل في صحف إبراهيم
وموسى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3ushaqalnaby.com
alia

عاشق برونزي @


انثى
المساهمات : 204
الجنسية : palstinyan
السٌّمعَة : 13
عدد النقاط : 245
مزاجي : تفسير سورة الاعلى 310

تفسير سورة الاعلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاعلى   تفسير سورة الاعلى Icon_minitimeالثلاثاء 31 مارس 2009, 02:27

تفسير سورة الاعلى 204205955
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الرسول

{{ مصممة مبدعة }}


{{ مصممة مبدعة }}
عاشقة الرسول


انثى
المساهمات : 943
الجنسية : مسلمة و أفتخر
السٌّمعَة : 3
عدد النقاط : 1912
مزاجي : تفسير سورة الاعلى 7810

تفسير سورة الاعلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاعلى   تفسير سورة الاعلى Icon_minitimeالأربعاء 01 أبريل 2009, 00:58

تفسير سورة الاعلى 204205955
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق النبي

{{ المدير العام }}{{ المدير العام }}
عاشق النبي


ذكر
المساهمات : 2505
الجنسية : سورية
السٌّمعَة : 18
عدد النقاط : 1249
مزاجي : تفسير سورة الاعلى 3abaa610

تفسير سورة الاعلى Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الاعلى   تفسير سورة الاعلى Icon_minitimeالخميس 23 أبريل 2009, 01:29

وإياكم جميع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3ushaqalnaby.com
 
تفسير سورة الاعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة:ق
» تفسير سورة الفجر
» تفسير سورة الزلزلة
» تفسير سورة الواقعة
» تفسير سورة الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق النبي :: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ القسم الاسلامي ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ :: منتدى القرآن الكريم و الحديث الشريف .-
انتقل الى: